السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لكم هذا الملف بخصوص التدخين...
مع تحياتي...
يصعب على المدخن أن يتخلّى في ليلة وضحاها عن عادته السيئة رغم إدراكه
للأخطار التي يعرّض حياته لها. قد يبدأ التدخين لمجرد اللذة لكن سرعان ما
يتحوّل الأمرإلى عادة ليس من السهل الإقلاع عنها.
لكن ماذا إذا علم المدخّن أنه يخسر 14 سنة من حياته بهذه الطريقة وأن
التدخين يعتبر السبب الأوّل للوفيات والأمراض التي يمكن الوقاية منها؟
أسباب كثيرة تشجع على التخلي عن التدخين وتشكل دافعاً مهماً لذلك لأن
النتائج المترتبة عنه لا تعد ولا تحصى ولا تنحصر في موضع معين أو في حالة
خاصة. والمشكلة الحقيقية في أن أخطار التدخين لا تطال المدخن فحسب بل
تتعداه ليصيب الأذى الأشخاص الذين هم حوله والذي يتعرضون للضرر نفسه.
حتى أن التدخين السلبي قد يسبب السرطان إذ تبين أن الأشخاص المقيمين مع
المدخن هم عرضة أكثر بنسبة 24 في المئة للإصابة بسرطان الرئة مقارنةً مع
غير المدخنين. التدخين خطر على الكل ولا بد من التصدي له بكل الطرق.
أما المدخن فيحتاج إلى التسلّح بالإرادة والمعرفة ليقاوم الرغبة الجامحة في التدخين.
لم يبدأ الحديث عن الآثار السلبية للتدخين وأخطاره في أوروبا إلا انتشاره
بشكل واسع. ومع مرور السنوات، بدأ الاختصاصيون باكتشاف علاقة بين التدخين
وأمراض معينة، خصوصاً سرطان الرئة.
يكفي أن يعرف المدخن الأخطار الصحية التي قد تنتج عن التدخين حتى يقلع عنه
نهائياً. إذ قد لا يحتاج المدخن إلا إلى الاطّلاع الجدي على كل ما يمكن أن
ينتج عن التدخين حتى يجد لنفسه الدافع ليتخلى عن عادته هذه.
يصعب حصر المضاعفات الناتجة عن التدخين، خصوصاً أن أضراره لا تقتصر على
موضع معين، كما أن الآثار السلبية الناتجة عنه لا تقتصر على الناحية
الجمالية كاصفرار الأسنان والتجاعيد التي يسببها. ذلك أن أهم الأخطار
الناتجة عن التدخين ترتبط بالقلب والشرايين، إذ يزيد التدخين خطر الإصابة
بذبحة قلبية. كما يزيد خطر الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن والربو وأنواع
مختلفة من السرطان.
وأهم الأخطار الصحية الناتجة عنه هي:
} خطر الإصابة بالسرطان، خصوصاً سرطان الفم والرئة والكبد والمريء والكلى والبنكرياس...
} تراجع حاستي الشم والذوق
} تأخير في التئام الجروح، إذ يؤثر التدخين في قدرة الجسم على إنتاج مادة الكولاجين.
} ارتفاع ضغط الدم
} مشكلات في الرئتين كالالتهاب الرئوي المزمن.
} مشكلات مرتبطة بالحمل كالإجهاض والولادة المبكرة وولادة طفل وزنه أقل من الوزن الطبيعي.
كما يكون الطفل الذي أمه مدخنة أكثر عرضة للموت المفاجئ.
} ارتفاع خطر الإصابة بترقق العظام
} قلة النشاط والكسل نتيجة تأثر الرئتين
} مشكلات في الخصب لدى الرجال والنساء
} زيادة خطر الإصابة بالمرض، فقد أظهرت الدراسات أن المدخنين يصابون بنسبة
أكبر بالزكام والانفلونزا وذات الرئة. كما أن مرضى الربو يتعرّضون لنوبات
أكثر إذا كانوا مدخنين أو يعيشون في محيط فيه مدخنون.
وتجدر الإشارة إلى أن خطر إصابة المدخن بمشكلة صحية معينة مرتبط بشكل وثيق بالمدة التي يستمر فيها بالتدخين وبالكمية التي يدخنها.
مع الإشارة إلى انه يكفي وقف التدخين حتى تتراجع فرص إصابة الجسم بالأضرار
بشكل ملحوظ. إذ أنه بعد سنة من وقف التدخين يتراجع خطر الإصابة بأمراض في
القلب إلى النصف. لكن ليست الأخطار الصحية الناتجة عن التدخين متساوية لدى
الكل، بل تختلف بحسب الكمية إذ يعتبر الذين يدخنون كميات اكبر أكثر عرضة
للإصابة بمشكلات صحية ناتجة عن التدخين. أما تدخين السجائر الخفيفة فلا يقلل الخطر أبداً بل يبقى هو نفسه.
التدخين وسرطان الرئة
ترتبط الإصابة بسرطان الرئة ارتباطاً وثيقاً بالتدخين، فقد اكتشف وجود
حوالي 40 عنصراً مسبباً للسرطان في التبغ، علماً أنه قد لا تظهر لدى
المدخن الأعراض المرتبطة بسرطان الرئة لدى المدخن قبل 20 سنة. وتجدر
الإشارة إلى
أنه عندما تبدأ أعراض سرطان الرئة بالظهور يكون المرض قد انتشر في الجسم.
ولا بد من التوضيح أنه توجد مسافة كبيرة بين الإقلاع عن التدخين وإلغاء
خطر الإصابة بسرطان الرئة، إذ أن نسبة 40 في المئة من المرضى الذين تم
اكتشاف سرطان الرئة لديهم هم مدخنون سابقون. أما خطر إصابة المدخن بسرطان
الرئة فهو 10 في المئة. كما أن ارتفاع نسبة المصابين بسرطان الرئة في
السنوات الأخيرة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتدخين.
التدخين والانسداد الرئوي المزمن
يعرف الانسداد الرئوي المزمن بمرض التدخين كونه ينتج بمعظمه عن التدخين.
علماً أن الانسداد الرئوي المزمن هو عبارة عن مرض دائم غير قابل للشفاء في
الرئتين. أما أعراضه فهي السعال المستمر مع البلغم والأضرار في الرئتين
وذات الرئة المزمن.
التدخين والقلب
يسبب تنشق التبغ ردات فعل متنوعة في القلب والشرايين. فخلال دقيقة واحدة
من تنشق التبغ يبدأ تصاعد سرعة دقات القلب لتصل إلى نسبة 30 في المئة خلال
10 دقائق. كما يخفض الكربون في التبغ قدرة الدم على نقل الأوكسيجين. من
جهة أخرى، يزيد التبغ مستويات الكوليسترول في الدم. كما تبين أن مستوى
الكوليسترول الجيد يكون أقل لدى المدخنين مقارنةً بغير المدخنين. هذا دون
أن ننسى أن التدخين يسبب ارتفاع ضغط الدم ويؤدي إلى ضعف في الشرايين.
تصرفات المدخن وردود فعله
تعتبر مادة النيكوتين مادة مسببة للإدمان وهي السبب الرئيسي في إدمان
التدخين والتعلّق به. ورغم أن نسبة النيكوتين التي يتم تنشقها تعتبر بسيطة
كون الكمية الأكبر منها تزول في عملية الاحتراق والحرارة المرتفعة، إلا
أنها تبقى كافية لتسبب تعلّقاً جسدياً ونفسياً بها وتؤدي إلى الإدمان.
لكن قبل أن يبدأ الاعتياد على التدخين، يركز المدخن على مزايا التدخين
أكثر مما يتنبّه إلى الأضرار الصحية التي يمكن أن تنتج عنه. إذ أن الأمراض
التي قد يسببها التدخين لا تظهر إلا بعد سنوات وفي مرحلة لاحقة في الحياة،
بحيث يصعب الارتكاز عليها للامتناع عنه.
يبرر المدخن عادةً تعلّقه بالسيجارة بتأثيرها المهدئ للأعصاب، مما يساعد
في زيادة القدرة على التركيز. لكن دراسات حديثة أتت لتنقض هذا الاعتقاد
باكتشاف تأثير السيجارة المحفّز والمهدئ في الوقت نفسه، بحيث يتحدد
تأثيرها الفعلي على من يدخنها بحسب وضعه النفسي ومزاجه في اللحظة التي
يدخن فيها وبحسب الظروف التي يحصل فيها ذلك والمحيط. كما تبين أن التدخين
بكميات صغيرة قد يكون ذا أثر مهدئ للأعصاب، فيما يؤدي الإفراط إلى تفعيل
دور السيجارة المحفّز والذي قد يؤدي إلى التوتر.
التدخين السلبي
لا يقتصر ضرر التدخين السلبي على تنشق الحاضرين الدخان الناتج عن سيجارة
المدخن بل إن الوجود في مكان واحد مع مدخنين يؤدي إلى تنشق كل المواد
السامة والمواد المسببة للسرطان الموجودة في السجائر. والكل يعلم أن
التدخين سواء كان سلبياً أو مباشراً يؤدي إلى خطر كبير على الأطفال وعلى
النمو بسبب تأثيراته على الجهاز التنفسي وما يؤدي إليه من أمراض فيه من
ربو وأعراض مزمنة في التنفس. إضافة إلى الالتهابات التي يسببها في الأذن
الوسطى وتأثيره على الجنين في حال تدخين الحامل أو من حولها لجهة ولادة
الطفل بوزن منخفض. كما يزيد احتمال الموت المفاجئ لدى الطفل.
الآثار النفسية للتدخين
النيكوتين مادة كيميائية مسببة للإدمان. وفي عملية التدخين صحيح أن نسبة
من النيكوتين تحترق لكن تبقى كمية كافية لتسبب اعتياداً وارتباطاً نفسياً
بها. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن النيكوتين يسبب الإدمان أكثر من المخدرات
والكافيين في ما يتعلق بالارتباط النفسي به.
المزاج والاضطراب النفسي
أظهرت الدراسات الحديثة أنه توجد علاقة بين التدخين والاضطراب النفسي
والقلق. فقد لوحظ أن نسبة الأشخاص الذين عانوا من حالة اكتئاب أو غيرها من
الاضطرابات النفسية في مرحلة ما من حياتهم وكانوا من المدخنين تتعدى
نسبة الأشخاص الذين لم يعانوا مرةً اضطراباً نفسياً. كما أنه يصعب أن
يتخلى الأشخاص الذين يعانون اكتئاباً عن التدخين، وهم يكونون أكثر عرضة
للإصابة بالأعراض الناتجة عن الإقلاع عن التدخين ويكون احتمال نجاحهم في
الإقلاع عن التدخين أقل ويكونون أكثر عرضة للعودة على التدخين.
فوائد التدخين
تبين أن التدخين يخفف الشهية، لكن هذا لا يعني أن الأشخاص الذين يعانون
السمنة يجب أن يدخنوا أو أن صحتهم ستتحسن بسبب التدخين. من جهة أخرى تبين
أن المدخنين يعتبرون أقل عرضة للقرحة في المعدة. كما قد تكون للتدخين
علاقة بالحد من انتشار سرطان الثدي لدى بعض النساء. وقد يكون السبب في
مادة النيكوتين التي تلعب دوراً مضاداً للالتهابات. وتبين أيضاً أن غير
المدخنين هم أكثر عرضة مرتين من المدخنين للإصابة بداءي الباركنسون
Parkinson وألزهايمر.
التدخين يتحوّل إلى عادة يصعب التخلّي عنها بسبب مادة النيكوتين المسببة
للإدمان، تماماً كما بالنسبة إلى لمخدرات حيث تصبح هناك حاجة للحصول على
المادة ليشعر الشخص بأنه طبيعي تماماً. قد نبدأ بالتدخين لأسباب مختلفة،
ففيما يباشر البعض اعتماد هذه العادة لأنها من الموضة، يبدأ آخرون التدخين
لأن أصدقاءهم وأفراد عائلاتهم يفعلون. في الواقع أياً كان السبب، تكمن
المشكلة في أن معظم الذين يباشرون التدخين لا يتوقعون أبداً أن يتحوّلوا
إلى مدمنين.
في كل الحالات، لا بد من التأكيد أنه لا أسباب فيزيولوجية للتوجّه إلى
التدخين، فالجسم لا يحتاج إلى التبغ كما يحتاج إلى الماء والغذاء والنوم!